[size=18][color:410d=green][center][b] إذا أردنا أن نتكلم عن علم الحساب يجب أن نذكر جيداً كيف كان للقرآن الكريم دور كبير في توجيه النظر وبعث الهمم نحو معرفة هذا العلم والتوسع فيه، وذلك ابتداء مما يلزم الناس أجمعين من عد الليالي والسنين، يقول سبحانه: { وجعلنا الليل والنهار آيتين، فمحونا آيه الليل، وجعلنا آيه النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم،[color:410d=red] ولتعلموا عدد السنين والحساب [/color]، وكل شيء فصلناه تفصيلاً }(الإسراء/12).
كما ذكرنا الله سبحانه في كتابه بمثال من الحساب حيث قال في حق من وجب عليه فداء دم فلم يتمكن منه: { فمن لم يجد فصيام [color:410d=red]ثلاثة[/color] أيام في الحج و[color:410d=red]سبعة[/color] إذا رجعتم. تلك [color:410d=red]عشرة[/color] كاملة }(البقرة/196).
وإذا كان ضبط المعاملات وحفظ الحقوق وقضاء الديون أحد فوائد علم الحساب، فإن للمسلمين علماً خاصاً بهم يتعلق بعلم الحساب، لا يشاركهم فيه أحد سواهم، نبع من دينهم وصب في حياضهم. وهو علم حساب [color:410d=red]الفرائض والمواريث [/color]وفي علم المواريث والفرائض تمتزج الأحكام الفقهية المستنبطة من الكتاب والسنة والقياس والإجماع بعلم الأعداد والكسور، وعمليات الضم والتفريق، والنظر في موافقة الأعداد للأصل ومخالفتها له.
وانظر على سبيل المثال كيف صرّفت الآيات حصص الورثة في مثل قوله سبحانه وتعالى: { يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين * فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن [color:410d=red]ثلثا[/color] ما ترك * وإن كانت واحدة فلها [color:410d=red]النصف[/color] * ولأبويه لكل منهما [color:410d=red]السدس[/color] مما ترك إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه [color:410d=red]الثلث[/color] * فإن كان له إخوه فلأمه [color:410d=red]السدس[/color]... } إلى آخر الآية من سورة النساء (11)مع قريناتها من آيات أخر في نفس الموطن وغيره .. انظر إليها تجد أن عملية تقسيم التركات وبيان حقوق الورثة تعلقت بعلم الحساب تعلقاً واضحاً، وأحوجت المسلمين إلى وضع علم خاص بها.
ولا يكاد يخلو كتاب من كتب الفقه في باب الفرائض والمواريث عن الإشارة إلى القواعد العامة لعلم حساب الفرائض ولعل بعض الفقهاء قد أفرد ذلك بالتأليف لأهميته.
وكيف لا يكون الأمر كذلك. وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على حفظ الفرائض وتعلمها وتعليمها بقوله: " تعلموا [color:410d=red]الفرائض[/color] وعلموها الناس فإنها أول علم ينسى وقال : وهي نصف العلم "(رواه الحاكم وابن ماجه عن أبي هريرة).[/b][/center][/color][/size]