الوقت هو الحياة، ذاهبٌ لن يعود، فماض بَادَ، وواقعُ عادَ، ومستقبلٌ جَادّ.. لا ينتظرني، ولا ينتظرك أبداً سواءً كنت فقيراً تنام على الرصيف، أو غنياً تنام على المفارش والمطارف..
وأدهشني من الغرب ما يفعله أحدهم إذا سافر في طائرة؟ فلا تراهُ إلا بكتابه، تارةً يطالع، وأخرى يحفظ، وثالثة يتأمل، وأحدنا يغطُّ غطيطاً في نوم عميق، أضاع الطريق، فترك الكتاب، وهو خير رفيق، يقول المتنبي:
أعز مكان في الدُنا سرج سابح *** وخير جليس في الـزمان كتابُ
فالوقت أنفاسٌ لا تعود، ولو جمعت لها الحرس والبنود، ماضيةٌ علينا، وعلى الرومان والهنود، فهل من مستعد...
يقسم الرحمن بأجزاء من الوقت، وقسمهُ جَلَّ وعز بمخلوقٍ من مخلوقاته فيه دلالة على عظم شأن ذلك المخلوق...
فيقسم حيناً بالعصر، وحيناً بالضحى، وحيناً بالفجر، وحيناً بالليل إذا يسري، وحيناً بالنهار إذا جَلالها، وهكذا يقسم جل وعز بأجزاء من هذا الوقت، وفي هذا دلالة على عظم شأنه، وخطر أمره.
فالله الله باستغلاله وترتيبه، حتى يعود عليك بالنفع العميم، ويكون استغلالك له سرَ من أسرار نجاحك..
وأخيراً
والآن.. وقد علمتِ ما علمت، اسمحي لي أن أطرح عليكِ سؤالاً.. وهو: هل عرفتِ كيف تكوني ناجحه؟!
فإذا عرفتي، فإلزمي الطريق ففيه بإذن الله التوفيق.
وإن لم تعرفي فأعدي قراءة الموضوع مراتٍ، ومرات، ثم اسألي نفسكِ: كيف أكون ناجحه؟!
فإنكِ سوف تجدُي الإجابة بيضاءَ نقية، كشمسٍ في رابعة النهار.
وفقنا الله وإياك ِللنجاح في الدارين والفلاح والصلاح، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
تَمَّ المقصود على ما فيه من خللٍ واضح ونقصٍ بَيَّن، وسائله المولى جلَّ وعلا القبول، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه